صرخة أرملة - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


صرخة أرملة
كامل الحلبي - 18\06\2010
أي شيء أنت أيها القدر تنتظرني إلى أن أصبح فتاة بالغة لسن الرشد فأتعرف على شاب أحبه ويحبني ,نعيش أجمل لحظات الحب والحنان ونتفق على الزواج ونوافق أن يصبح كلّ منّا النصف المكمل للآخر .ومن ثم نتزوج , ونبني بيتاً , وننجب أطفالاً , ونؤدي رسالة الحياة بحلوها ومرّها , فنرى أطفالاً يترعرعون أمام أعيننا مثل الورود التي تنبعث من داخل الأرض لتزيّن السهول والجبال . وفي لحظة يكتنفها الغموض , حين تلبس الشمس وشاحاً أسوداً ويتوقف الشلال عن الهدير ,تأتي أيها القدر لتأخذ مني نصف قلبي ,نصف حياتي ,نصف روحي ,تأخذ زوجي ,أوتعرف ما معنى زوج ؟ لا أريد أن ألومك أيها القدر ,بل ما أريده فقط أن تسمح لي ولو للحظات قليلة ,أن أذرف دموعي في هذه القصيدة ,علّها تصل إلى غياهب الغيب ,إلى ذلك المكان الذي يرقد به أعزّ مخلوق على وجه الأرض ,إلى زوجي الحبيب :  

شو صار تارك ضيعتك شو صار  
  بكّير عمرك بالهنا نهيتو
تارك دموعي مع يتامى صغار  
  وصوره بقت عالحيط بيبيتو
عشت بحياتك فارس ومغوار  
  وياما القدر مرّات هدّيتو
تاجتمعت الأقدار عالأقدار  
  قدّمت عمرك للمنى هديتو
بشوفك بعتماتي قمر نوّار  
  وكل ما يجي تينام وعّيتو
بشوفك بأحلامي نهر هدّار  
  وكل ما عطش طفّول سقّيتو
بشوفك بأعوامي شهر آذار  
  يتَشّرن ربيعك كيف خلّيتو
بشوفك بقلبي نار تحرق نار  
  دخلك يا ربّي ليش نقّيتو
وكل ما الفجر يطلع عليي نهار  
  ناطر يجيب الأمل حسّيتو
ولولا ما بقشع صورتك بالدار  
  نور البصَر بالعين طفّيتو
بعدك أنا راح عيش عالتذكار  
  قلب الوفا مفتوح خلّيتو
 بَلكي عدارك تمرق بمشوار  
  تنده يا عمري رجعت تاعيش
عمري اللي راح اليوم ردّيتو